وقفات مع التوقعات الجوية

❗خاطرة حول تداول التوقعات الجوية وكثرتها


📍اليوم أمطار! 
📍غدا رياح! 
📍يوم الأحد عواصف قادمة! 
📍المنعطف الجوي سيصل
بعد سبع ساعات وعشرين دقيقة
📍الفلكي فلان يقول : أجلوا مناسبات غد .

عادات بقنوات التواصل الاجتماعي كالواتساب ازدحمت بها القروباتولا تكاد أن تخطئها العين كل يوم.
*********

ومع أن الأصل في  هذه التوقعات الجواز لأهل الاختصاص حسب المعطيات المحسوسة أوالمتوقعة بناء على الاستشراف العلمي 
إلا أن الوصول لدرجة الاعتماد عليها والولع بمتابعتها
 في كل صغيرة وكبيرة قد يؤول إلى أمور :

1- نسيان المصرّف والمقلب وهو الله
لأن المقصد الأصلي من التقليب والتصريف والتغيير هو التذكير بالله
وتوطين معنى الإيمان بتغير سننه في الكون .

فإذا لم يعتبر الإنسان بغبار اليوم
ولا مطر الغد ، ولا عاصفة مابعد يومين
ولا الفصول الأربعة التي قد تجتمع في يوم واحد
 ( حر، برد، دفأ ، اعتدال)
فكيف يستطيع تفعيل عبادة التفكر😞
 في ملكوت السماوات والأرض
والليل والنهار!! ؟

إذا كان حظنا من أخبار الطقس هي النظرة المادية فحسب!   فما فائدة  قلب المسلم الذي طافت عليه كل هذه التغيرات فما تغير ؟

ألم نسمع قول الله ؟
(كل يوم هو في شأن )
(يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار )
( يرسل الرياح فتثير سحابا)
(فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون )
( بل هو مااستعجلتم به ريح فيها عذاب أليم )
وغيرها من الآيات
التي تؤسس اليقين بأن هذا الملكوت الذي نراه ليس ضربا من العبث، ولا نوعا من الصدف . فكيف نصد عنه؟
وهو قد خلق لنا في الأصل لنعتبر به
فإذا انطفأت في نفوسنا هذه المعاني
فلن تكفينا أي عبرة! 
****

ثانيا : من الأخطاء التي أحدثتها هذه الظاهرة :
- التعلق بالأسباب وتحكيمها،  
 فهي المبرمجة لآمالنا وأفراحنا وأتراحنا
ونسيان مسببها !
والتعلق هنا ليس هو استشراف المستقبل ، واتخاذ السبب
بل هو عند البعض وصل إلى تعلق فعلي تضعف معه قوة الإقرار بأن الله وحده هو المدبر المتصرف
وتغيب معه حكمة تقدير ذلك. 
فإذا كان كفار الأمس يقولون بلسان المقال مطرنا بنوء كذا وكذا
فنخشى  أن تصل الحال في زماننا إلى قريب من ذلك حين يتضخم لدينا الارتباط الدائم بمواسم الرياح والأمطار والحر والبرد !!
حيث أخذت التوقعات الفلكية عند البعض سبيل الجزم .

وغياب كلمة ( يُتوقع )
أو : (إن شاء الله ) سيحصل كذا
أو( بإذن الله)
فستكون هذه التوقعات عبر الأيام 
أمرا محتوما مجزوماً به
وتتسرب منها لغة القطع التي هي صفة القائلين
(  مطرنا بنوء كذا وكذا)

وقد يقول قائل :
نحن نعلم أن الله هو المصرف والمقدر، 
فليس ثم حاجة لقول ( إن شاء الله )
فيقال : لابد من قول ذلك لأنه أمر مستقبلي
والله يقول : 
( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله )
هذا في فعل الإنسان بنفسه وتصرفاته
فكيف بأفعال الله الخاصة !

هذه التقلبات والتغيرات والتبدلات
 رسالة تقول : (لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس )
وهي رسالة تقول : (  إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون )
ورسالة تقول : ( وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون ) *1*

اللهم احفظنا وأهلنا وأحبابنا وجميع المسلمين ويسر كل أمورنا برحمتك وقدرتك وأدم علينا عافيتك.
***************

*1* د. محمد الخضيري- بريدة 20 جمادى الثانية 1438

0 التعليقات :

إرسال تعليق

Copyright @ 2013 مرام الامل