مصنف ضمن:

تفاءل وأبشر بكل المُنى..!




ما أجمل أن تكون ضياء الكون...إن رأيت الكون مظلما..!

وتزرع بذور الفأل حين يسود الجَوْر..% واثقًـا بقدرة الرحمن ورحمته...

تفاءلوا فما بعد الضيق إلا الفرَج % وما بعد الغيم والأعاصير إلا المطر!

أما سمعتم قول الله تبارك وتعالى:{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }


ولو تأملنا القرآن فإننا نجد مئات الآيات التي تمنح الإنسان القوة والتفاؤل ، كقول الله تعالى :


{ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }

( آل عمران 138)


والأحاديث في التفاؤل كثيرة جدا ، ومن أعظمها في نفسي ، 

 قول الرسول صلى الله عليه وسلم  :

" إن قامت الساعة و في يد أحدكم فسيلة , فإن استطاع أن لا 

تقوم حتى يغرسها فليغرسها " 


رواه الإمام أحمد ، و البخاري في " الأدب المفرد "


 و( الفسيلة ) هي النخلة الصغيرة و هي ( الودية ) .

و لا أدل على الحض على الاستثمار من هذا الحديث ، فإن فيه 

ترغيبا عظيما على اغتنام آخر فرصة من الحياة في سبيل زرع

ما ينتفع به الناس بعد موته فيجري له أجره و تكتب له صدقته 

إلى يوم القيامة .

و قد ترجم الإمام البخاري لهذا الحديث بقوله " باب اصطناع المال " 

ثم روى عن الحارث بن لقيط قال : كان الرجل منا تنتج فرسه فينحرها ، فيقول :

 أنا أعيش حتى أركب هذه ؟ فجاءنا كتاب عمر :

 أن أصلحوا ما رزقكم الله , فإن في الأمر تنفُّـسا .
 
و سنده صحيح .

و روى أيضا بسند صحيح عن داود قال : قال لي عبد الله بن سلام : إن سمعت بالدجال

قد خرج و أنت على ودية تغرسها , فلا تعجل أن تصلحه , فإن للناس بعد ذلك عيشا .

و روى ابن جرير عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول
 
لأبي : ما يمنعك أن تغرس أرضك ؟ 

فقال له أبي : أنا شيخ كبير أموت غدا , فقال له عمر : أعزم عليك لتغرسنها !

  فلقد رأيت عمر بن الخطاب يغرسها بيده مع أبي . 

و لذلك اعتبر بعض الصحابة الرجل يعمل في إصلاح أرضه 

عاملا من عمال الله عز وجل.




وأختم ببعض ثمرات التفاؤل العظيمة:



لو تتبعنا الدراسات حول التفاؤل وفوائده الطبيه نجد العديد من الفوائد التي تجعلنا نتفاءل ...



1-التفاؤل يرفع نظام مناعة الجسم .



2- يمنح الإنسان قدرة على مواجهة المواقف الصعبه والتخاذ القرار المناسب .



3- يحبب الناس اليك فالبشر يميلون بشكل طبيعي إلى المتفائل وينفرون من المتشائم .



4- يجعلك أكثر مرونة في علاقاتك الاجتماعيه 

وأكثر قدرة على التأقلم مع الوسط المحيط بك .



5- من الفوائد العظيمة للتفاؤل أنه يمنحك السعادة سواء في البيت أو في العمل أو بين الأصدقاء .



6- التفاؤل مريح لعمل الدماغ , فأن تجلس وتفكر عشر ساعات وأنت متفائل ,فإن الطاقة التي يبذلها دماغك أقل بكثير من أن تجلس وتتشائم لمدة خمس دقائق فقط ! .



7- التفاؤل هو جزء من الإيمان , فالمؤمن يفرح برحمة ربه , ولو لم يفعل ذلك ويئس فإن إيمانه سيكون ناقصاً , وانظروا معي إلى سيدنا يعقوب عليه السلام الذي ضرب أروع الأمثله في التفاؤل .




فإبنه يوسف عليه السلام قد أكله الذئب كما قالوا له , وابنه الثاني سرق وسجن كما أخبروه ..



وعلى الرغم من مرور السنوات الطويله إلا أنه لم يفقد الأمل من رحمة الله تعالى ..



انظروا ماذا كانت ردة فعله وماذا أمر أبنائه :



{ يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }

( يوسف 87 )



إن الدين الذي جاء بمثل هذه التعاليم الراقيه هو دين محبه وتفاؤل وسلآم .



النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التفاؤل :



كلنا يعلم رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل , وكان يحب أن يستبشر بالخير , بل كان ينهي قومه عن كلمة ( لو ) لأنها تفتح عمل الشيطان , إنما أمرهم أن يقولوا : ( قدّر الله وما شاء فعل ) وكان منهجه في التفاؤل يتجلى في تطبيقه لقول الحق تبارك وتعالى :


{ ..وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }

( البقرة 216 )



وعندما رأى أحد الصحابة وقد أصابه الحزن والهموم وتراكمت عليه الديون , قال له : قل ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ومن العجز والكسل ومن البخل والجبن ومن غلبه الدين وقهرالرجال ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال )



فإن الله سيذهب عنك همّك ويقضي عنك دينك , وبالفعل لم تمض سوى أيام قليله حتى تحقق له ذلك .



وأخيراً أود أدعوا نفسي وإياكم لتعلم هذا الدعاء الذي دعى به سيدنا يونس عليه السلام وهو في أصعب المواقف ، فاستجاب الله له ، وكشف عنه الغم ونجّاه من الهلاك ، لتحفظ هذا الدعاء يا أخي كما تحفظ اسمك ، وهذا الدعاء


{ لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }



 


Copyright @ 2013 مرام الامل