مصنف ضمن:

بمن تكون الثقة ؟


ما أكثر من يردد مصطلح "الثقة بالنفس"

       فهيا بنا نحرر هذا  المصطلح..

  لا مانعَ من الإفادة من علوم غير المسلمين وخبراتهم،

لكنَّ الخطر يكمُن في الأخذ منهم دون تمحيص وتدقيق وعرض له على علمائنا الكبار الراسخين في العلم

ومن المصطلحات المستوردة في دورات التنمية البشرية..
 مصطلح "الثقة بالنفس"،

الذي لم نجد له أصلاً في التراث الإسلامي لا لفظًا ولا معنىً،

بل التأصيل العقديُّ الشرعيُّ على خلافه.

 ** لقد بحثتُ عن لفظ "الثقة" في القرآن والسنة فلم أجد إلا الاستعانة بالله ،والتبرؤ من الحول والقوة.

(وما توفيقي إلا بالله)، (لاحول ولا قوة إلا بالله).

 ** إنَّ استراتيجيةَ التدريب اليوم عند بعضهم تقومُ على عملية نفخ الذات وتضخيم جانب الثقة بها 

على حساب ضمور الثقة بالله تعالى وحسن التوكل عليه!

  ** فهل تعلم ما معنى "لا حول ولا قوة إلا بالله"؟
 التي هي كنز من كنوز الجنة؟

 ** وما معنى الدعاء: "يا حيُّ يا قيومُ برحمتك أستغيث،

 أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين"؟

**ثم هل تأمَّل القومُ في حديث: "..وأنَّكَ إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعفٍ وعَورةٍ وذنبٍ وخطيئةٍ، وإنِّي لا أثقُ إلَّا برحمتِك"؟

سبحان الله.. هل رأيت؟

لا أثقُ إلا برحمتك فأين موقعُ النفس هنا؟!

 ومثلها ما جاء في الحديث القدسي: "أنا عند ظنّ عبدي بي".

إنَّه الظّن الحسنُ بالله، ولا مكان للاعتماد على النفس من غير خالقها 

** لقد جعلوا أعظمَ أسباب النجاح الثقة بالقدرات الذاتية.

  **بينما نجدُ أعظمَ الناس نجاحًا في هذه الأمَّة ومنذ صدرها الأول

يمارسون ويُعلّمون الناس التوكل على الله وتهذيب الذات

 وتأديبها ومعرفة قدرها وحجمها.

  **لقد تمادى بعض مدرّبي التنمية  في ترسيخ ما يسمّونه "الثقة بالنفس"

إلى درجة الوهم والغرور،والعجب بالنفس ، بل خداع النفس،

فيقولون: إذا كرَّر الفاشلُ في نفسه "أنا ناجح" فإنه سينجح!!

** بينما رسَّخت فينا الشريعةُ أن نكرّر عشرات المرات في اليوم

"إياك نعبد وإياك نستعين".

نستعينُ على ماذا؟

على كلّ شيءٍ بلا استثناء.

** لقد اطلعتُ على عامَّةِ ما يستدلّون به فوجدتُه بعيدَ المخرَج،

مُتكلَّف التخريج، فلا يروي غليلا ولا يشفي عليلا.

 ** إنَّ مَن لا صلةَ له بالله من المُلحدين وضعفاء الإيمان

يحتاج إلى رفع همَّته بتكريس مثل هذا المعنى

ليدفع عن نفسه العجز َ والفشل والسلبية، وهي المقصود الأكبر من العبارة عندهم.

📎وأما من عرف ربَّه بكماله وجلاله وجماله، وعرف نفسَه بجهله وعجزه وفقره،

فقد حسُن توكُّله وتفويضُه،

وكانت ثقته بتوفيق الله وعونه أقوى في رفع همته وحصول سكينته وشعوره بالتفاؤل

من ذلك الذي فرَّ من العجز بترك الأسباب إلى نوعٍ آخرَ من الخُذلان

وهو سبيل عجزٍ آخر

يتمثلُ بالاعتماد على نفسه الضعيفة العاجزة الجاهلة.

 ** يقولون: نحن نريد بالثقة بالنفس الإيمانَ بالقُدُرات الذاتية التي تجعل الواثقَ ثابتَ الجَنان راسخ الأركان.

فأقول: هو ذا عينُ الخذلان، فكم من خطيبٍ مفوَّهٍ وثق بقدراته فتلعثم وارتُجَّ عليه؟

 ** وكم من ذكيٍّ متفوّقٍ في دراسته فشل في الاختبار؟

   وكم من تاجرٍ حاذقٍ خبيرٍ في فنون التسويق خسر في تجارته؟

وكم.. وكم.. وكم؟

 ** إنَّ القضية الكبرى هي عونُ الله وتوفيقه.

أما الثقةُ بالقدرات الموهوبة من الله لابد أن يسبقه ثقةٌ أعظم بمن أعطاها،

فالثقة المطلقة هي بواهب القدرات وخالقها،

فهو الذي إن شاء أن يسلبها سلبها في طرفة عين،

فيصبح القادرُ عاجزًا في طرفة عين.

   إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى..
                                                      فأوَّلُ ما يقضي عليه اجتهادُه.

  ** فيا أيها المباركون الموفقون ..

  عودوا للحق المبين في شرع ربنا كقوله عليه الصلاة والسلام:
"استعن بالله ولا تعجز"

ودعوا عنكم الذين يزخرفون القول، ويعظمون المخلوق ويغفلون عن الخالق

وابرؤوا من حولكم وقوتكم إلى مولاكم جل وعلا،

 فثَمَّ النجاحُ والتوفيق والسداد.

فقل لنفسك الضعيفة التي أحاطت بها بحار الفتن من كل اتجاه:



    وما توفيقي إلا بالله..

فياحي يا قيوم برحمتك نستغيث فأصلح لنا شأننا كله

ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك.

0 التعليقات :

إرسال تعليق

Copyright @ 2013 مرام الامل