سؤال هام: من أنت؟ ما الذي يصفك؟ ويخبر عنك في الحقيقة؟
هنا مقالة أعجبتني تقول:
أنت تساوي جدولك اليومي!
فهل انت موافق لها..؟ لنقرأ كامل ال
قل لي : ما جدولك اليومي ..؟
أقل لك : من أنت !
تَذكّرت هذه الحكمة التي تُعبِّر عن فكرة مهمة في فهم الذات وإدارة الحياة ..
حيث ينشغل بعض الناس منذ مطلع شبابهم
بتجميع الشهادات والدورات والخبرات
لإنشاء سيرة ذاتية (C.V) تُلفت الانظار وتثير الإعجاب !
ولكن برغم قيمة كل ذلك وأهميته ،
إلا أن الإنسان في نهاية المطاف هو حزمة من الأعمال والأقوال والمقاصد .
فأعمالك التي تلاحق إنجازها ، ومواعيدك التي تترقبها ، وتلك التي تتشدَّد في إتمامها والوفاء بها كل يوم منذ أن تستيقظ إلى أن تضع رأسك على الفراش في المساء .. هذه الأعمال هي أنت ..!!
إذاً أحلامك وطموحاتك وخيالاتك النظرية عن المستقبل لا تُمثلك، ولا تُعبِّر بدقة عن حقيقتك كما تتوهم إلا بدرجة محدودة جداً ..!
والدليل : أن بعض اللصوص والمجرمين والفساق والظلمة ربما يخطر لهم بين فَيْنة وأخرى خاطر التوبة ، وإصلاح الحال ، وربما ينوون التَّحول لتحقيق الفضائل العظيمة ،
ولكن كل هذا لا يَنْفي عنهم واقعهم الرديء ،
فأعمالهم اليومية شريرة ، لأنهم أشرار الآن !
والأماني المفلسة..
تُخدِّر الضمير حين يُلحُّ للنهوض .. !
وحتى نكون منصفين مع أنفسنا..
لِيَعُدْ كل منا الآن إلى جدول أعماله في الأسبوع الماضي،
ويتأمل في مجمله😞،
ماذا عمل؟😔 وماذا قدم💪؟
وماذا أخّر؟ وماذا أنتج وأثمر 🌴.. ؟
فهو في الحقيقة👇
" يعبر عمن أكون أنا؟ ومن تكون أنتَ بلا مكياج أو رتوش! "
آسف .. ربما تكون نتائج المراجعة مؤسفة وموجعة بعض الشيء عند بعضنا " ولأصحاب القلوب الحية ❤"
ولكن ذلك هو واقعنا الذي نحن صنعناه بأنفسنا!
فمثلاً البعض :
يعتقد عن نفسه أنه مثقف ، أو طالب علم ، بينما جدوله الأسبوعي فقير .. فلا قراءة علمية أو ثقافية ، ولا حفظ قرآن ولا أحاديث ، ولا دروس علمية يحضرها إلا درساً واحداً ، ولا يُحضِّر له ، بل يَحْضره للبركة ، وليس في جدوله كذلك بحث ولا كتابة ولا تأليف ! والحقيقة أن من كانت هذه حاله فهو " طالب علم سابق فحسب " !
وآخر يعتقد أنه قارئ كبير ، ثم لا تجد في جدوله سوى سويعة أو اثنتين في الأسبوع قراءة سريعة، وربما أقل !
وثالث يعتقد أنه مؤمن تقي ، ولكن ليس في جدوله عبادات خاصة ، ولا أذكار وتسبيحات ، ولا استغفار وتوبة ، ولا دموع وخشية ، ولا صدقة سرّ ، ولا دعوات في جوف الليل ، ولا مراقبة للقلب ، مع فلتان الجوارح !
ورابع يعتقد أنه داعية كبير ، ومؤثر عظيم ، ويرى نفسه موظف متميز في مؤسسة دعوية أو خيرية ، بينما عمله فيها ، إما إداري جامد ، أو داعية بارد ، فلا حماس في الدعوة ، ولا ثمار واضحة ، ولا عطاء متجدد ، ولا حيوية مؤثرة ، ولا هَمّاً دعوياً كثيراً يُشغله!
فما أوسع الدعاوى الفارغة .. !
ومـا أكثر ما نعتقد أنه مثالي في حياتنا.. ولكن عند التحقيق والتجرد.. نجده عكس توقعاتنا، ودون مستوى مسؤولياتنا وواجباتنا ؟
فهل من تغيير جاد ومراجعة شاملة لتفاصيل حياتنا ؟ والتدقيق في وظائفنا الأساسية والفرعية، لنتأكد من مدى قُربنا وبُعدنا منها..
لعلّنا نتدارك على عجل بقية أعمارنا.. في الإصلاح الشامل..
والتغيير الذاتي من جانب ،
والبناء والإعمار والإثمار من جوانب أخرى..
وبصورة أجمل، وعطاء أكثر ..
0 التعليقات :
إرسال تعليق