مصنف ضمن:

أما آن الأوان لأحقق ذاتي، وأبلغ مرادي؟



أحبتي في الله ، ثقوا في الله سبحانه وتوكلوا عليه وأبشروا..
فيمكن كلا منكم  أن يعيش طموحه ويحقـقه.. 

متى ما صحّ منك العزم ، فالكل هيّنٌ..%

لا يهم كم خاب أملك وأنت تعمل على تحقيق هذا الحلم..!
ولربما قال بعضكم: أليس من الصعوبة أن أغيرنفسي و حياتي ، وقد كبرت؟
تأكد أنك إن أردت شيئا واستعنت بالله فسيتحقق بإذن الله!
فمن السهل  للشخص ان يبرمج نفسه وفق برنامج معين ،

 ويمكن ان يسيّر حياته ليكون ناجحا في الحياة 

فإذا ما صادفته أمور طارئة وخارجة عن إرادته، فبإمكانه أن  يتخطاها ويتماشى معها
 
والذي ميزنا كمسلمين عن باقي الأمم هو إيماننا بقضاء الله وقدره فعند المصائب 

نرضى ونسلّم ،

ونسترجع بقولنا :إنا لله وإنا إليه راجعون.. 

فحتى لو انهمرت الدموع  فإننا نتوازن بذكر الله،
فلا تصل الانفعالات أشدها عند المسلم الذي يرضى بقضاء الله

ولايصل المصاب لخلل عقلي من شدة الصدمة والصراخ !

ونعلم أن كل قضاء الله خير ، وإن تنوع المشاعر في الحياة يحقق للقلب السرعات 

المتفاوتة التي تزيد من كفاءته..

فلو كانت الحياة بدون تنوع في المشاعر، لصار القلب يدق بسرعة وحدة ولا ترتفع ضرباته وهذا يضرّ به!

وكل ما يمر بنا من أحداث هي لاختبار مدى صدقنا ، وأينا أحسن عملا..

ولنتدبر قوله تعالى : {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا 

وهو العزيز الغفور}

قدم الموت على الحياة ، لأن أقوى ما يدعو الناس إلى العمل 

هوتنصيبهم للموت بين أعينيهم ،

وليبلو سبحانه العبد بموت من يعز عليه ليبين صبره ، وبالحياة ليبين شكره ،

ويختبرنا أينا أورع عن محارم الله وأسرع في طاعته..! 

فيا ليتنا نتدبر القرآن إذ فيه نجاتنا وسعادتنا ،

 وهذه هي الآية الثانية من سورة الملك التى من السنة قراءتها قبل النوم

إن الفوز والفلاح ليس صعب المنال ، بل هو بل ممكن جدا، متى عزمت %

فجد واجتهد ، وواصل وثابر فحتما ستلقى مرادك..

وكثيرا ما  أتساءل  لم معظم االناس همهم في الحياة يتوقف على كسب قوتهم ، 

 وإنشاء أسرة ، ثم تتوقف أهدافهم على العيش بسلام ،

  لم يتوقفون عن بناء انفسهم..؟!

والاهتمام بها..وتثقيفها ، والاتساع في المجالات التي يهتمون بها؟

ثم نجدهم بعد ذلك يتذمرون ويشتكون من عدم تغير حالهم وحال من حولهم ،

وهم لم يبذلوا جهدا ليطوروا أنفسهم ، ويرتقوا بها..

سبحان الله يسعون لمعرفة كل شئ من حولهم.. 

ولا يعرفون عن أنفسهم إلا المعلوم بالفطرة !!

هل لكم أيها الأحبة في الله ، أن تفكروا بأنفسكم وتهتموا بها، وبطموحاتها وأهدافها..

وتبدؤوا  بالتجديد .. بانتقاء الصحبة التي تحثكم على الخير،

وتهميش تأثير المحبطين في حياتك وتكن معهم، وكأنك لم تسمع ، ولم يقل !

فأنت مميز ، وشخصية استثنائية ! ولست كغيرك إطلاقا ..

فاربأ بنفسك ان ترعى مع الهَمَل..

إن الناس الذين لديهم أهداف سامية ويجرون لتحقيقها لحياتهم معنى خاص..

ألا ترغب أن تكون من الناس الطموحين الذين أنجزوا .. 

وحققوا أهدافهم برغم كل التحديات..؟!

أما آن أن تطلق سراح ذلك السجين بداخلك..الذي أقعده الخوف .. 

وأخّـره انتظاره أن يهتم به أحدهم..! أخي ، ما لم تهتم بنفسك فلن يهتم بك أحد %

هيا فلتستثمر في ذاتك فهي تستحق..حقق ذاتك ، ولا تهتم لرأي الناس فيك.. 

لا تعش وكأنك ضحية للظروف .. بل اختر حياتك واختر النصر والفوز ، 

حدد ما تريده وضع الاحتمالات.. وابدأ بالخطوة الجـادة لذلك ،

ألا وهي الاستثمار في قلبك ، وعقلك..

و الطريق لذلك سهل..

إنه بالقراءة ، نعم اقرأ وتعلم تبلغ العلياء ، فالعلم قبل العمل ..


« العلــم شــيء بعيــد المــرام ، لا يُصــاد بالسهــام ، ولا يُقســم بــالأزلام ، ولا يُــرى فــي المنــام ، ولا يُضبــط باللجــام ، ولا يُكتــب للثــام ، ولا يــورث عــن الآبــاء والأعمــام وزرع لا يزكــو إلا متــى صــادف مــن الحــزم ثــرى طيبــا ، ومــن التوفيــق مطــرا صيبــا ، ومــن الطبــع جــوا صافيــا ، ومــن الجهــد روحــا دائمــا ، ومــن الصبــر سقيــا نافعــا وغــرض لا يصــاب إلا بافتــراش المــدر ، واستنــاد الحجــر ، وردّ الضجــر ، وركــوب الخطــر ، وإدمــان السهــر ، واصطحــاب السفــر ، وكثــرة النظــر ، وإعمــال الفكــر »

العلم خير من المال، لأن العلم يحرسك، وأنت تحرس المال،

والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق،

لقد مات خُزّان المال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر،

 أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة %

ثم عليك أن تستقطع وقتا لنفسك..نفسك المحبوسة بين جنبيك أليس من أبسط حقوقها

 أن تعطيها حقها ، وتعرف ما يدور داخلها من صراع ، وتحلّه ،

وتبث الشكاة لرب البشر ليعينك على صلاح نفسك ..

فإن توازنك الداخلي وذلك في أفكارك ومشاعرك وسلوكك

هو الأساس الذي عليه نجاتك ، وفلاحك..

اخلو بنفسك ، وحاسبها ، واسألها: أين أنا الآن؟ ماذا أنجزت؟

وما الذي أريد ان أكون عليه ؟

وما الذي يعوقني..؟ وضع خطة لتتطور في المجال الذي تبدع فيه..!

وختاما : استعن بالله ولا تعجز !

والآن قلها وليصرخ بها قلبك:

هيا قد آن الأوان لأحقق ذاتي، وأبلغ مرادي !

اللهم اكرم كلا منا ببلوغ أقصى غاياته في الدارين ،

 يارب أعل شأن المسلمين ، واهدِ  بهم العالمين، وصلّ وسلم على خير المرسلين.


وأهديكم هذه العادات الإيجابية التي أسهمت في تغيير العالم من حولكم ..




بقلم: مريم الزهراني

Copyright @ 2013 مرام الامل