مصنف ضمن:

ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس

أمر الله نافذ ، فمن رضى فله الرضى و من سخط فعليه السخط و العياذ بالله 

اللهم اكتب لنا الخيرحيث كان ثم رضّنا به 

ما الذي تفهمونه من هذه الصورة المعبرة..؟


لعلكم وصلتم لنتائج كثيرة.. ولعل منها ان نرض بما قسم الله..% 

يقول علماء النفس إن كثيرا من الهموم والضغوط النفسية سببه عدم الرضا ، فقد لا نحصل على ما نريد ، وحتى لو حصلنا على ما نريد فقد لا يعطينا ذلك الرضا التام الذي كنا نأمله وحتى بعد حصولنا على ما نريد فإننا نظل نعاني من قلق وشدة خوفا من زوال النعم .


يقول أحد الحكماء( لو أن أحدا ملك الدنيا كلها.. لما استطاع أن ينام إلا على سرير واحد ، وما وسعه أن يأكل أكثر من ثلاث وجبات في اليوم ، فما الفرق بينه وبين الفلاح الذي يحفر الأرض ؟
بل، إن الفلاح أشد استغراقا في النوم ، وأكثر استمتاعا بطعامه من رجل الأعمال ذي الجاه والسطوة )


فأحذر القلق والهموم فهي تفتك بالجسم وتهرمه..

كما قال المتنبي : 

والهم يخترم الجسيم نحافــة 
ويشيب ناصية الصبي ويُهـرِم

 
وما أعظم قول النبي عليه الصلاة والسلام: ( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرّق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له)


ويهدف هذا التوجيه النبوي

إلى بث السكينة في الأفئدة ، واستئصال شأفـة الطمع والتكالب على الدنيا 


وأن الأرزاق مقسومة مقضية ..% 


فلا شك إذن أن علاج الهموم هو في الرضى بما قدر الله ، والصبر على الابتلاء واحتساب ذلك عند الله ، فإن الفرج لا بد آت . 

والساخطون والشاكون لا يذوقون للسرور طعما . فحياتهم كلها سواد دامس ، وليل حالك 

أما الرضى فهو نعمة روحية عظيمة لا يصل إليها إلا من قوي بالله إيمانه ،
 وحسن به اتصاله .



فالمؤمن راضٍ بماكتب الله عليه  ، وراض عن ربه لأنه آمن بكماله وبحكمته ، وأيقن بعدله ورحمته .

ويعلم أن ما أصابته من مصيبة فبإذن الله .. وحسبه قول الله تعالى: 

وما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم 



فالمؤمن يؤمن تمام اليقين أن تدبير الله له أفضل من تدبيره لنفسه ، فيناجي ربه ويقول

(بيدك الخير إنك على كل شيء قدير)

ويذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:( ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ) رواه أحمد .

فالله أعلم واحكم وهو علام الغيوب وهو من خلق الخلق ويعلم ماهو الأصلح لهم أليس الله بأحكم الحاكمين..!

بلى والله ، إنه سبحانه أحكم الحاكمين ، ربنا رضينا بقضائك فارض عنا وأرضِنا

Copyright @ 2013 مرام الامل